Admin Admin
عدد المساهمات : 119 تاريخ التسجيل : 22/01/2010
| موضوع: (( مقالة للبيهقي في كرامات الأولياء )) ( 1 ) الأحد يناير 24, 2010 2:50 am | |
| القول في كرامات الأولياء قال الله عز و جل في قصة مريم عليها السلام كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب وقال في قصة سليمان عليه السلام قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك وآصف لم يكن نبيا وإنما لا يجوز ظهور الكرامات على الكاذبين فأما على الصادقين فإنه يجوز ويكون ذلك دليلا على صدق من صدقه من أنبياء الله عز و جل وقد حكى نبينا صلى الله عليه و سلم من الكرامات التي ظهرت على جريح الراهب والصبي الذي ترك السحر وتبع الراهب والنفر الذين آووا إلى غار من بني إسرائيل فانحطت عليهم الصخرة وغيرهم ما يدل على جواز ذلك وقد ظهر على أصحابه في زمانه وبعد وفاته ثم على الصالحين من أمته ما يوجب اعتقاد جوازه وبالله التوفيق أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عمر بن أسيد بن حارثة حليف بني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرة رهط عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت وهو جد عاصم بن عمر فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بمائة رجل رام فاتبعوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر فقالوا هذا تمر يثرب فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد فقالوا انزلوا ولكم العهد والميثاق ألا نقتل منكم أحدا فقال عاصم أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة كافر اليوم اللهم بلغ عنا نبيك السلام فقاتلوا فقتل منهم سبعة ونزل ثلاثة على العهد والميثاق فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم وكتفوهم فلما رأى ذلك منهم أحد الثلاثة قال هذا والله أول الغدر فعالجوه فقتلوه وانطلقوا بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة إلى مكة فباعوهما وذلك بعد وقعة بدر فاشترى بنو الحارث خبيبا وقد كان قتل الحارث يوم بدر قالت ابنة الحارث فكان خبيب أسيرا عندنا فوالله إن رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد رأيته يأكل قطفا من عنب وما بمكة يومئذ من ثمره وإن هو إلا رزق رزقه الله خبيبا قالت واستعار مني موسى يستحد به للقتل قالت فأعرته إياه ودرج ابن لي وأنا غافلة فرأيته يجلسه على صدره قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب قالت ففطن لي فقال أتحسبين أني قاتله ما كنت لأفعله قالت فلما أجمعوا على قتله قال لهم دعوني أصلي ركعتين وقال لولا أن تحسبوا أن بي جزعا لزدت قالت وكان خبيب أول من سن الصلاة لمن قتل صبرا ثم قال اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ... فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي حال كان في الله مصرعي ... وذلك في جنب الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ... قال وبعث المشركون إلى عاصم بن ثابت ليؤتوا من لحمه بشيء وكان قتل رجلا من عظمائهم فبعث الله مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يستطيعوا أن يأخذوا من لحمه شيئا وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا إسماعيل بن محمد بن الفضل البيهقي ثنا جدي أبو ثابت حدثني إبراهيم بن سعد فذكره بإسناده ومعناه وذكر قول المرأة والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يأكل قطفا من عنب وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمره وقال في الشعر وذلك في ذات الإله وزاد واستجاب الله لعاصم يوم أصيب فأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه يوم أصيبوا خبرهم وذكر في عاصم ما بعث الله عليه من الدبر حتى حمته وذكره محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي عن عاصم بن عمر بن قتادة وزاد فلما حالت بينهم وبينه قالوا دعوه حتى يمسي فتذهب عنه فنأخذه فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما فذهب به قال وقد كان عاصم أعطى الله عهدا لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك أبدا في حياته قال ابن إسحاق فكان عمر بن الخطاب يقول يحفظ الله المؤمن فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته وروينا عن بريدة بن سفيان استجابة الله دعاء خبيب على الذين قتلوه فلم يحل الحول ومنهم أحد غير رجل لبد في الأرض حين رآه يدعو وفي هذا الحديث الصحيح كرامات ظهرت على من سمى فيه أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد ابن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن ثابت عن أنس بن مالك أن أسيد بن حضير الأنصاري ورجلا آخر من الأنصار تحدثا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم في حاجة لهما حتى ذهب من الليل ساعة في ليلة شديدة الظلمة ثم خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم يتقلبان وبيد كل واحد منهما عصية فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشى في ضوئها حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال كان عباد بن بشر وأسيد بن حضير ورواه قتادة عن أنس فلم يسم الرجلين قال ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما وقد روينا عن حمزة بن عمرو الأسلمي وأبي عيسى بن جبر أنهما أكرما بقريب من ذلك فأضاءت أصابع حمزة ونور في عصا أبي عيسى أخبرنا أبو الحسين بن بشران ثنا عبد الرزاق ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن قتادة قال كان مطرف بن عبد الله بن الشخير وصاحب له سريا في ليلة مظلمة فإذا طرف سوط أحدهما عنده ضوء فقال لصاحبه أما إنا لو حدثنا الناس كذبونا قال مطرف المكذب أكذب يقول المكذب بنعمة الله أكذب ومطرف بن عبد الله كان من كبار التابعين وإنما أوردته عقيب حديث الصحابة لكونه شبيها بما أكرموا به وقد روينا نزول الملائكة للقرآن عند قراءة أسيد بن حضير وذلك أنه رأى مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فقال النبي صلى الله عليه و سلم تلك الملائكة أتت لصوتك وروينا تسليم الملائكة على عمران بن حصين وروينا عن جماعة من الصحابة أن كل واحد رأى جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق بن أيوب الفقيه أنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو النعمان محمد بن الفضل ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مرة من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس بسادس أو كما قال وأن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم بعشرة فهو وأنا وأبو بكر وأمي ولا أدري قال وامرأتي وخادم بين بيتنا وبين بيت أبي وأن أبا بكر تعشى عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله فقالت له امرأته ما حبسك عن أضيافك أو قالت عن ضيفك قال أو ما عشيتهم قالت أبوا حتى تجيء وقد عرضوا عليهم فغلبوهم قال فذهبت أنا واختبأت وقال يا غنثر وسب وقال كلوا وذكر كلمة وقال والله لا طعمته أبدا قال وايم الله ما كنا نأخذ لقمة إلا وربا من أسفلها أكثر منها قال وشبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك قال فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر قال لامرأته يا أخت بني فراس ما هذا قالت لا وقرة عيني لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرات فأكل منها أبو بكر وقال إنما كان ذلك من الشيطان يعني يمينه ثم حملها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وكان بيننا وبين قوم عهد فمضى الأجل فعرفنا اثني عشر رجلا مع كل رجل أناس الله أعلم كم مع كل رجل قال فأكلوا منها أجمعون قال الشيخ رضي الله عنه وقد روينا كرامات ظهرت على عدة من الأولياء في حياة نبينا صلى الله عليه و سلم وله شواهد كثيرة ذكرناها في كتاب دلائل النبوة وغيره وقد روينا في فضائل الصحابة كرامات ظهرت على بعضهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم وإعادتها في هذا الكتاب مما يطول شرحه فاقتصرنا منها على بعضها وفيه كفاية
| |
|